آداب المسجد
المساجد بيوت الله تعالى،ومن أحب الله تعالى أحب بيوته،وأكثر من زيارته فيها. قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (18) سورة الجن.
وأن المساجد لعبادة الله وحده،فلا تعبدوا فيها غيره،وأخلصوا له الدعاء والعبادة فيها؛ فإن المساجد لم تُبْنَ إلا ليُعبَدَ اللهُ وحده فيها،دون من سواه،وفي هذا وجوب تنزيه المساجد من كل ما يشوب الإخلاص لله،ومتابعة رسوله محمد r.[1]
والضيف إذا نزل بساحة الكرماء،ومنازل العظماء،أصابه جودهم وفضلهم،ونال من أعطياتهم وغنم من إكرامهم،فكيف بضيف نزل بأكرم الأكرمين،وحلّ على رب العالمين..؟
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:إِنَّ بُيُوتَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ،وَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا." الطبراني[2]
وعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ،قَالَ: أَخْبَرَنَا أَصْحَابُ،رَسُولِ اللهِ r: " إنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللهِ فِي الْأَرْضِ،وَإِنَّهُ لَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا "[3]
وعَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ،إِلا كَانَ زَائِرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ،وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ".[4]
وعَنْ عُمَرَ،قَالَ:الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللهِ فِي الأَرْضِ،وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ."[5]
وعَنْ سَلْمَانَ،قَالَ:مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ،ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّيَ فِيهِ كَانَ زَائِرًا للهِ،وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ."[6]
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ،أَنَّ كَعْبًا،قَالَ:إِنِّي لأَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ يَقُولُ تَبَارَكَ وَتعالى: إِنَّ بُيُوتِي فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ،وَإِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ،ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَهُوَ زَائِرُ اللَّهِ،وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ،ثُمَّ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَوَجَدْتُ فِيهِ {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ..} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ثُمَّ وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ:أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ مَحَبَّةٌ لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ حَتَّى يَكُونَ بَدْؤُهَا مِنَ اللَّهِ يُنَزِّلُهَا اللَّهُ عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ،ثُمَّ يُنَزِّلُهَا عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ،وَلَمْ يَكُنْ بُغْضُهُ لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ،حَتَّى يَكُونَ بَدْؤُهَا مِنَ اللَّهِ يُنَزِّلُهَا عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ثُمَّ يُنَزِّلُهَا عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ،ثُمَّ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَوَجَدْتُ فِيهِ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}،وَوَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ:مَنْ قَالَ مِنْ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ فَقَدِ اجْتَهَدَ،وَمَنْ قَالَ هَكَذَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَلَبَهَا وَجَعَلَ ظُهُورَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي السَّمَاءَ فَقَدِ ابْتَهَلَ،وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يَرُدَّ يَدِينِ خَاسِئَتَيْنِ يُسْأَلُ بِهَا خَيْرًا ."[7]
ولا شك أن أعظم هذه الكرامات،وأفضل هذه الأعطيات،أن يذيقه الله تعالى لذة قربه وحلاوة مناجاته،وأن يمنحه شهادة الإيمان.
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،عَنْ رَسُولِ اللهِ rقَالَ:إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ،فَاشْهَدُوا عَلَيْهِ بِالإِيمَانِ،قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (18) سورة التوبة. ابن حبان[8].
وفي منازل القيامة،وكربات مواقفها،وأهوال مشاهدها،يكون في ظل عرش الرحمن،آمنا مطمئنا. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ،وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ رَبِّهِ،وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ،وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ،وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ.وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ،وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ».متفق عليه[9].
ثم يصله تعالى بنعمة الجنة،وما أعده له فيها من نعيم مقيم،وفضل عميم.. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -r- « مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِى الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ » رواه مسلم.[10].
والمساجد ليست معابد تؤدَّى فيها طقوس العبادات،وحركات الصلوات فحسب،فالأرض كلها جعلت لأمة النبي rمسجدا وطهورا،وتصلح لأداء الأركان والواجبات،فعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:كُنْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِ وَيَعْرِضُ عَلَيَّ فِي السِّكَّةِ،فَيَمُرُّ بِالسَّجْدَةِ فَيَسْجُدُ،قَالَ:قُلْتُ:أَتَسْجُدُ فِي السِّكَّةِ ؟ قَالَ:نَعَمْ،سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ،يَقُولُ:سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ ؟ قَالَ:الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ،قَالَ:قُلْتُ:ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ:ثُمَّ الْمَسْجِدُ الأَقْصَى،قَالَ:قُلْتُ:كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ:أَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ:ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ." أحمد[11].
وعن جَابِرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي:نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ،وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا،وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ،وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ،وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي،وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ،وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً،وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً." البخاري[12]
ولكن المساجد بيوت الله يأوي إليها المسلم منقطعا عن صخب الحياة المادية،ومتحررا من قيود الهموم الدنيوية،فيجد فيها مراتع من رياض الجنة،ورياحين الفردوس.. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r:إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا،قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ:الْمَسَاجِدُ،قُلْتُ:وَمَا الرَّتْعُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ:سُبْحَانَ اللهِ،وَالْحَمْدُ للهِ،وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ،وَاللهُ أَكْبَرُ." الترمذي[13]
فتارة في مجلس ذكر لله تعالى،وتلاوة القرآن الكريم يصل فيها إلى صفاء الروح،ولقائها بخالقها،وصلتها بمصدر الخير والكمال،ونهلها من منبع الحكمة والمعرفة والإيمان..
وتارة في مجلس وعظ وإرشاد تتزكى فيه النفس من نقائصها،وتتطهر من رذائلها،وتتحلى بفضائلها ومكارم أخلاقها..
وتارة في مجلس علم وفقه في الدين تتفتح فيه آفاق العقل على عظمة التشريع،وتتنوّر دروب الحياة بهدي التعاليم الإلهية،فيتضح صراط الله المستقيم..
كل ذلك في مجتمع إيماني كريم،يشدُّ بعضه أزر بعض،ويحقق فيه المؤمنون قوله تعالى: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة. ويجنون من الثمرات ما ورد في الحديث الشريف عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ». رواه مسلم[14].
وإذا كان حق الضيف إكرامه،فإن من واجبه معرفة قدر من يزور،والاستعداد لزيارته،والتأدب في حضرته بما يليق وجلال المزور وعظمته..
ومن الآداب الإسلامية لزيارة بيوت الله تبارك وتعالى نذكر منها ما يلي:
محبة المساجد وتقديرها،والنظر إليها بعين التكريم والتعظيم والتقديس والاحترام،لأنها بيوت الله تعالى التي بنيت لذكره وعبادته،وتلاوة كتابه وأداء رسالته،ونشر تعاليمه وتبليغ منهجه،وتعارف أتباعه ولقائهم على مائدة العلم والحكمة ومكارم الأخلاق..قال تعالى:{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)} الحج.
وقال سبحانه:{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) } [النور:36-38] .
هذا النور المضيء في مساجد أَمَرَ الله أن يُرْفع شأنها وبناؤها،ويُذْكر فيها اسمه بتلاوة كتابه والتسبيح والتهليل،وغير ذلك من أنواع الذكر،يُصلِّي فيها لله في الصباح والمساء.رجال لا تشغلهم تجارة ولا بيع عن ذِكْرِ الله،وإقام الصلاة،وإيتاء الزكاة لمستحقيها،يخافون يوم القيامة الذي تتقلب فيه القلوب بين الرجاء في النجاة والخوف من الهلاك،وتتقلب فيه الأبصار تنظر إلى أي مصير تكون؟ ليعطيهم الله ثواب أحسن أعمالهم،ويزيدهم من فضله بمضاعفة حسناتهم. والله يرزق مَن يشاء بغير حساب،بل يعطيه مِنَ الأجر ما لا يبلغه عمله،وبلا عدٍّ ولا كيل.[15]
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ،قَالَ: كَتَبَ سَلْمَانُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ يَا أَخِي لِيَكُنِ الْمَسْجِدُ بَيْتَكَ،فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r،يَقُولُ:"الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ،وَقَدْ ضَمِنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ كَانَ الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُ الرَّوْحَ،وَالرَّحْمَةَ،وَالْجَوَازَ عَلَى الصِّرَاطِ".رواه الطبراني[16].
وعَنْ ابْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ،قَالَ: أَوْصَانِي أَبِي يَا بُنَيَّ لِيَكُنِ الْمَسْجِدُ بَيْتَكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللهِ،وَقَدْ ضَمِنَ اللهُ لِمَنْ كَانَتِ الْمَسَاجِدُ بَيْتَهُ بالرَّوْحِ وَالرَّاحَةِ،وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى الْجَنَّةِ " "[17]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ،أَوْ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا،أَوْ رَاحَ" ابن أبي شيبة.[18]
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا هُمْ أَوْتَادُهَا لَهُمْ جُلَسَاءُ مِنَ الْمَلائِكَةِ،فَإِنْ غَابُوا سَأَلُوا عَنْهُمْ،وَإِنْ كَانُوا مَرْضَى عَادُوهُمْ،وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ "[19]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ:إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا الْمَلاَئِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ،إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ،وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ،وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ. وَقَالَ:جَلِيسُ الْمَسْجِدِ عَلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ:أَخٍ مُسْتَفَادٍ،أَوْ كَلِمَةٍ مُحْكَمَةٍ،أَوْ رَحْمَةٍ مُنْتَظَرَةٍ." أحمد[20]
وعَنْ أَبِي حَازِمٍ،قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: " إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا مِنَ النَّاسِ،وَإِنَّ لَهُمْ جُلَسَاءَ مِنَ الْمَلَائِكَةَ،فَإِذَا فَقَدُوهُمْ سَأَلُوا عَنْهُمْ فَإِنْ كَانُوا مَرْضَى عَادُوهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ "[21]
العمل على إشادتها،والقيام بما يستطيع من جهد مادي أو جسدي لبنائها،وتشجيع الناس على التبرع لاستكمالها وتجهيزها بما يليق ومكانتها،وابتغاء وجه الله تعالى في كل ذلك. فعَنْ أَبِي ذَرٍّ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ. " ابن حبان[22]
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،أَنَّهُ قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r،يَقُولُ:مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَذْكُرُ فِيهِ اسْمَ اللهِ،بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ." ابن حبان[23]
وعن عُبَيْدِ اللهِ الْخَوْلاَنِيِّ،أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ،يَقُولُ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r،يَقُولُ:مَنْ بَنَى مَسْجِدًا،بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ." ابن حبان[24]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،عَنِ النَّبِيِّ r،أَنَّهُ قَالَ:مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا،بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ. رواه أحمد[25] .
المحافظة على ارتياد المساجد ولو كانت بعيدة عن منزله،والمشي إليها ولو تحمل في سبيل ذلك الحّر والبرد،وظلمة الليل ومشقة الطريق.فعَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِى الصَّلاَةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى فَأَبْعَدُهُمْ وَالَّذِى يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِى يُصَلِّيهَا ثُمَّ يَنَامُ ». وَفِى رِوَايَةِ « حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ فِى جَمَاعَةٍ » رواه مسلم[26]..
وعَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - r- « أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْرًا فِى الصَّلاَةِ أَبْعَدُهُمْ فَأَبْعَدُهُمْ مَمْشًى،وَالَّذِى يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِى يُصَلِّى ثُمَّ يَنَامُ »[27] .
وعَنْ بُرَيْدَةَ عَنِ النَّبِىِّ -r- قَالَ « بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِى الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».رواه أبو داود[28] .
وعَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ لاَ أَعْلَمُ رَجُلاً أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ وَكَانَ لاَ تُخْطِئُهُ صَلاَةٌ - قَالَ - فَقِيلَ لَهُ أَوْ قُلْتُ لَهُ لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِى الظَّلْمَاءِ وَفِى الرَّمْضَاءِ.قَالَ مَا يَسُرُّنِى أَنَّ مَنْزِلِى إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ إِنِّى أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِى مَمْشَاىَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرُجُوعِى إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ ». رواه مسلم[29].
التهيؤ للذهاب إلى المسجد بالطهارة وحسن الوضوء والتسوّك،ولبس الثياب النظيفة،وتقليم الأظافر وترجيل الشعر،والتجمّل والتطيّب.
قال تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف
يا بني آدم كونوا عند أداء كل صلاة على حالة من الزينة المشروعة من ثياب ساترة لعوراتكم ونظافة وطهارة ونحو ذلك،وكلوا واشربوا من طيبات ما رزقكم الله،ولا تتجاوزوا حدود الاعتدال في ذلك. إن الله لا يحب المتجاوزين المسرفين في الطعام والشراب وغير ذلك.[30]
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَأَبِى سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ :« مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاسْتَاكَ وَلَبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ وَتَطَيَّبَ بِطِيبٍ إِنْ وَجَدَهُ ثُمَّ جَاءَ وَلَمْ يَتَخَطَّ النَّاسَ فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّىَ فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ سَكَتَ فَذَلِكَ كَفَّارَةٌ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى » البيهقي[31].
وعَنْ سَلْمَانَ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَسْبَغَ وَتَطَهَّرَ وَتَطَيَّبَ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ،وَخَرَجَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ،ثُمَّ صَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى." البزار[32]
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَنْ تَطَهَّرَ فِى بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِىَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً ». رواه مسلم.[33]
إنهاء جميع الأعمال الدنيوية،وإيقاف كافة الأشغال المادية عند سماع الأذان،والمسارعة إلى تلبية النداء،والتوجه إلى المسجد مهما كانت الأعذار.قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) سورة الأنفال
يا أيها الذين صدِّقوا بالله ربًا وبمحمد نبيًا ورسولا استجيبوا لله وللرسول بالطاعة إذا دعاكم لما يحييكم من الحق،ففي الاستجابة إصلاح حياتكم في الدنيا والآخرة،واعلموا -أيها المؤمنون- أن الله تعالى هو المتصرف في جميع الأشياء،والقادر على أن يحول بين الإنسان وما يشتهيه قلبه،فهو سبحانه الذي ينبغي أن يستجاب له إذا دعاكم; إذ بيده ملكوت كل شيء،واعلموا أنكم تُجمعون ليوم لا ريب فيه،فيجازي كلا بما يستحق.[34]
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ أَتَى النَّبِىَّ -r- رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِى قَائِدٌ يَقُودُنِى إِلَى الْمَسْجِدِ. فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -r- أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّىَ فِى بَيْتِهِ فَرَخَّصَ لَهُ فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ « هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ ». فَقَالَ نَعَمْ. قَالَ « فَأَجِبْ ». رواه مسلم[35].
الدخول إلى المسجد مقدما الرجل اليمنى قائلا: بسم الله،اللهم صل على سيدنا محمد،اللهم افتح لي أبواب رحمتك.
كما يستحب أن ينوي الاعتكاف فإنه يصح ولو لم يمكث إلا فترة قليلة،فيقول: نويت الاعتكاف في هذا المسجد ما دمت فيه.
الخروج مقدما الرجل اليسرى واضعا حذاءه أمامه بهدوء قائلا: اللهم صل على سيدنا محمد،اللهم إني أسألك من فضلك.
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ،أَوْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ وَلْيَقُلِ:اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلِ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ. ابن حبان[36]
وعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ أَوْ أَبَا أُسَيْدٍ الأَنْصَارِىَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِىِّ -r- ثُمَّ لْيَقُلِ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِى أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ فَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ »رواه مسلم وأبو داود[37].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنْ رَسُولِ اللهِ rقَالَ:إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ rوَلْيَقُلِ:اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ،وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ r،وَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ." ابن حبان[38]
صلاة ركعتين سنة تحية المسجد قبل الجلوس،إذا لم يكن وقت صلاة راتبة،ومن لم يتمكن من الصلاة لحدث أو شغل.. فليقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " " إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الجَنَّةِ فَارْتَعُوا " ".قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الجَنَّةِ ؟ قَالَ:" " المَسَاجِدُ " "،قُلْتُ:وَمَا الرَّتْعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ:" " سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ " "[39]
وعَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِىِّ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِىٍّ الأَنْصَارِىَّ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - r- « إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّىَ رَكْعَتَيْنِ » البخاري[40]..
خلع الحذاء وإزالة ما علق به من أوساخ خارج المسجد،وإطباقه ووضعه في أقرب مكان مخصص والحذر من رفعه فوق الرؤوس،أو تلويث المسجد به،ثم إطباق باب المسجد بهدوء عند الدخول.
الانتباه إلى طهارة الجوارب ونظافتها،قبل المشي بها على سجاد المسجد.
تجنب أكل الثوم أو البصل،وما له رائحة كريهة،والدخول إلى المسجد قبل إزالتها،بتنظيف الفم بالماء والفرشاة والمعجون.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - r- « مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلاً،فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا،وَلْيَقْعُدْ فِى بَيْتِهِ ».وَإِنَّهُ أُتِىَ بِبَدْرٍ - قَالَ ابْنُ وَهْبٍ يَعْنِى طَبَقًا - فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ،فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا فَسَأَلَ عَنْهَا - أُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ - فَقَالَ قَرِّبُوهَا فَقَرَّبُوهَا إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ كَانَ مَعَهُ،فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قَالَ « كُلْ،فَإِنِّى أُنَاجِى مَنْ لاَ تُنَاجِى ».متفق عليه[41].
وعَنْ جَابِرٍ،أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ r،قَالَ:مَنْ أَكَلَ الثُّومَ وَالْبَصَلَ وَالْكُرَّاثَ،فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا " أبو يعلى[42]
وعَنْ جَابِرٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -r- عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ. فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ فَأَكَلْنَا مِنْهَا فَقَالَ « مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُنْتِنَةِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإِنْسُ » مسلم.[43]
تجنب تلويث المسجد بشيء من القاذورات أو النجاسات،كالمرور بأرجل عليها نجاسة،أو تلويثه بالقليل من الدم،كما يحرم البول في المسجد ولو كان في وعاء ويحرم الاستنجاء فيه.
فعن إِسْحَاقَ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ حَدَّثَنِى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - وَهُوَ عَمُّ إِسْحَاقَ - قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِى الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -r- إِذْ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِى الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -r- مَهْ مَهْ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ ». فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ « إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَىْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ إِنَّمَا هِىَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ». أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r-.قَالَ فَأَمَرَ رَجُلاً مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ. رواه مسلم[44].
تجنب تلويث المسجد بالبصاق أو المخاط أو النخامة،وخاصة عند عتبات المسجد أو على بابه أو في أماكن الوضوء،والقيام على إزالته إن وجد.
عَنْ أَنَسٍ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:الْبُصَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا." متفق عليه[45].
وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- رَأَى فِى جِدَارِ الْقِبْلَةِ مُخَاطًا أَوْ بُصَاقًا أَوْ نُخَامَةً فَحَكَّهُ ." البخاري[46].
تجنب اللهو واللعب والجري،واللغو والثرثرة،ورفع الأصوات ولو بقراءة القرآن على وجه يشوّش على المصلين أو الذاكرين أو المتدارسين للعلم.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ كُنْتُ قَائِمًا فِى الْمَسْجِدِ فَحَصَبَنِى رَجُلٌ،فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ اذْهَبْ فَأْتِنِى بِهَذَيْنِ.فَجِئْتُهُ بِهِمَا.قَالَ مَنْ أَنْتُمَا - أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا قَالاَ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ.قَالَ لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لأَوْجَعْتُكُمَا،تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - r-. رواه البخاري[47].
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ:اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ -r- فِى الْمَسْجِدِ فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ بِالْقِرَاءَةِ فَكَشَفَ السِّتْرَ وَقَالَ:« أَلاَ إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ فَلاَ يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَلاَ يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِى الْقِرَاءَةِ ». أَوْ قَالَ:« فِى الصَّلاَةِ ». رواه أبو داود[48].
تجنب الخصومات والاشتغال بأمور الدنيا،والبيع والشراء،والبحث عن ضائع،وإنشاد الشعر المتضمن فحشا أو هجاء لمسلم أو ظلما أو غزلا،ولا بأس فيما تضمن حكمة أو خيرا.
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنَّهُ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -r- أَنْ يُسْتَقَادَ فِى الْمَسْجِدِ وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الأَشْعَارُ وَأَنْ تُقَامَ فِيهِ الْحُدُودُ."أبو داود[49]
وعَنِ عَمْرَو بْنِ شُعَيْبٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ،قَالَ:نَهَى رَسُولُ اللهِ rعَنِ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْمَسْجِدِ،وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الأَشْعَارُ،وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الضَّالَّةُ،وَعَنِ الْحِلَقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ." أحمد[50]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَبِيعُ وَيَشْتَرِي فِي الْمَسْجِدِ،فَقُولُوا:لاَ أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ." ابن حبان[51].
وعن سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ قال: " مَنْ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ،أوالْمَجْلِسِ "،فَإِنَّمَا يُجَالِسُ رَبَّهُ " فَمَا أَحَقَّهُ أَنْ لَا يَقُولَ إِلَّا خَيْرًا " [52]
وعَنْ جَابِرٍ بْنِ سَمُرَةَ،قَالَ:كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ r،فَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الأَشْعَارَ،وَيَتَذَاكَرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ،وَرَسُولُ اللهِ rسَاكِتٌ فَرُبَّمَا تَبَسَّمَ،أَوْ قَالَ:كُنَّا نَتَنَاشَدُ الأَشْعَارَ،وَنَذْكُرُ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ،فَرُبَّمَا تَبَسَّمَ r." أحمد[53]
وعَنِ الشَّعْبِيِّ،قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ،أَحْسَبُهُ قَالَ مَعَ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ rفَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ.فَوَقَفَ بِنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ،فَقَالَ: فِي حَرَمٍ،وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ،يَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ ؟.فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ،إِنَّ رَسُولَ اللهِ rإِنَّمَا نَهَى عَنِ الشِّعْرِ،الَّذِي إِذَا أُتِيَتْ فِيهِ النِّسَاءُ،وَتُزْدَرَى فِيهِ الْأَمْوَاتُ "[54]
تجنب الاحتباء وتشبيك الأصابع وفرقعتها والعبث بها في المسجد وأثناء انتظار الصلاة.
عَنْ مَوْلًى لأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،قَالَ:بَيْنَمَا أَنَا مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،مَعَ رَسُولِ اللهِ rإِذْ دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ،فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ فِي وَسَطِ الْمَسْجِدِ مُحْتَبِيًا مُشَبِّكٌ أَصَابِعَهُ بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ،فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ r،فَلَمْ يَفْطِنِ الرَّجُلُ لإِشَارَةِ رَسُولِ اللهِ r،فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ:إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَلاَ يُشَبِّكَنَّ،فَإِنَّ التَّشْبِيكَ مِنَ الشَّيْطَانِ،وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَزَالُ فِي صَلاَةٍ مَا دَامَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ." رواه أحمد[55].
وعَنْ أبِي ثُمَامَةَ الْحَنَّاطِ،قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بن عُجْرَةَ وَأَنَا مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْمَسْجِدِ مُشَبِّكٌَ أَصَابِعِي،فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ:"إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَلا يُشَبِّكْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ،فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ"." الطبراني[56]
تجنب الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر حتى يصلي المكتوبة.
عَنْ أَبِى الشَّعْثَاءِ قَالَ كُنَّا قُعُودًا فِى الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِى هُرَيْرَةَ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يَمْشِى فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ -r-.. رواه مسلم[57].
تجنب تناول الأطعمة في المسجد وجعلها أمكنة للراحة أو القيلولة أو السمر،وتجنب الوقوع في المحرمات كالغيبة والنميمة والكذب وتنقيص الناس.
تجنب الدخول إلى المسجد للمرور فيه كطريق،أو الدخول والخروج منه من غير صلاة أو ذكر أو تسبيح أو عبادة أو أمر بالمعروف أو نهي عن منكر أو طلب للعلم.
القيام بصيانة المسجد،والحفاظ على نظافته وأناقته،وأثاثه وأمتعته،وكتبه ومصاحفه.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -r- بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِى الدُّورِ وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ.". رواه أبو داود[58].
وعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:أَمَرَ رَسُولُ اللهِ rبِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ،وَأَنْ تُطَيَّبَ وَتُنَظَّفَ." ابن حبان[59]
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « عُرِضَتْ عَلَىَّ أُجُورُ أُمَّتِى حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَعُرِضَتْ عَلَىَّ ذُنُوبُ أُمَّتِى فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا ». رواه الترمذي وأبو داود[60].
صيانة المسجد من الأطفال والمجانين،وتشجيع الصبية الذين تجاوزوا السابعة وإحضارهم إلى المسجد تعويدا لهم على العبادة،وتحبيبهم بالمساجد مع تعليمهم آدابها قبل دخولها،والإشراف عليهم أثناء وجودهم فيها لتوجيههم وتنبيههم عند الإخلال بحرمتها أو مخالفة آدابها والحذر من إهانتهم أو طردهم منها. فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ rيَخْطُبُ النَّاسَ إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَصَعِدَ إِلَيْهِ فَضَمَّهُ رَسُولُ اللَّهِ r،وَقَالَ:أَلا إِنِ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ،وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَعَلَّهُ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " الحاكم[61]
تجنب التطيب والتزين والتبرّج للمرأة التي تشهد المساجد،ودخولها وخروجها من المكان المخصص للنساء،دون اختلاطها بالرجال أو مزاحمتهم.
عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا ». رواه مسلم[62].
وعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ rجَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ،إِذْ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ تَرْفُلُ فِي زِينَةٍ لَهَا فِي الْمَسْجِدِ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: يَا أَيُّهَا النَّاسُ انْهَوْا نِسَاءَكُمْ عَنْ لُبْسِ الزِّينَةِ،وَالتَّبَخْتُرِ فِي الْمَسْجِدِ،فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُلْعَنُوا حَتَّى لَبِسَ نِسَاؤُهُمُ الزِّينَةَ،وَتَبَخْتَرْنَ فِي الْمَسَاجِدِ." رواه ابن ماجه[63].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:مَرَّتْ بِأَبِي هُرَيْرَةَ امْرَأَةٌ وَرِيحُهَا تَعْصِفُ،فَقَالَ لَهَا:إِلَى أَيْنَ تُرِيدِينَ يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ ؟ قَالَتْ:إِلَى الْمَسْجِدِ قَالَ:تَطَيَّبْتِ ؟ قَالَتْ:نَعَمْ قَالَ:فَارْجِعِي فَاغْتَسِلِي،فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ:لا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ امْرَأَةٍ صَلاةً خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرِيحُهَا تَعْصِفُ حَتَّى تَرْجِعَ فَتَغْتَسِلَ" ابن خزيمة[64]
____________
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - التفسير الميسر - (10 / 287)
[2] - المعجم الكبير للطبراني - (9 / 3) (10171 ) حسن
[3] - شعب الإيمان - (4 / 378)(2682 ) صحيح موقوف
[4] - المعجم الكبير للطبراني - (6 / 68) (6022) حسن
[5] - مصنف ابن أبي شيبة - (19 / 189) (35758) حسن
[6] - مصنف ابن أبي شيبة - (19 / 189) (35760) صحيح موقوف
[7] - الزهد أبي داود 275 - (1 / 378)(483) صحيح مقطوع
[8] - صحيح ابن حبان - (5 / 6) (1721) والمستدرك للحاكم (770) حسن
[9] - صحيح البخارى- المكنز - (660 ) وصحيح مسلم- المكنز - (2427)
[10] - صحيح مسلم- المكنز - (1556 )
فيه: الحض على شهود الجماعات، ومواظبة المساجد للصلوات؛ لأنه إذا أعد الله له نزله فى الجنة بالغدو والرواح، فما ظنك بما يُعِدُّ له ويتفضل عليه بالصلاة فى الجماعة واحتساب أجرها والإخلاص فيها لله تعالى.شرح ابن بطال - (3 / 357)
[11] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (7 / 173)(21383) 21711- صحيح
[12] - صحيح البخارى- المكنز - (335) وصحيح ابن حبان - (14 / 308) (6398)
[13] - سنن الترمذى- المكنز - (3851) حسن
[14] - صحيح مسلم- المكنز - (7028 )
[15] - التفسير الميسر - (6 / 240)
[16] - المعجم الكبير للطبراني - (6 / 67) (6020) حسن لغيره
[17] - شعب الإيمان - (4 / 381)(2688 ) حسن لغيره
[18] - مصنف ابن أبي شيبة - (19 / 187) (35754) صحيح
[19] - المستدرك للحاكم (3507) صحيح موقوف
[20] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (3 / 500)(9424) 9414-9415 ) حسن
[21] - شعب الإيمان - (4 / 382) (2691 ) صحيح مقطوع
[22] - صحيح ابن حبان - (4 / 489)(1610) صحيح
[23] - صحيح ابن حبان - (4 / 487) (1608) صحيح
[24] - صحيح ابن حبان - (4 / 488) (1609) صحيح
[25] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (1 / 639)(2157) صحيح لغيره
المفحص : الحفرة التي تحفرها القطاة في الأرض لتبيض وترقد فيها -القطاة : نوع من اليمام
[26] - صحيح مسلم- المكنز - (1545 )
[27] - صحيح البخارى- المكنز - (651 )
[28] - سنن أبي داود - المكنز - (561 ) صحيح
[29] - صحيح مسلم- المكنز - (1546 ) -الرمضاء : الرمل الحار والأرض الشديدة الحرارة
[30] - التفسير الميسر - (2 / 492)
[31] - السنن الكبرى للبيهقي - حيدر آباد - (3 / 192) (5892) صحيح
[32] - مسند البزار ( المطبوع باسم البحر الزخار - (6 / 472) (2504) صحيح
[33] - صحيح مسلم- المكنز - (1553 )
[34] - التفسير الميسر - (3 / 192)
[35] - صحيح مسلم- المكنز - (1518 )
وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلَالَة لِمَنْ قَالَ : الْجَمَاعَة فَرْض عَيْن . وَأَجَابَ الْجُمْهُور عَنْهُ بِأَنَّهُ سَأَلَ هَلْ لَهُ رُخْصَة أَنْ يُصَلِّي فِي بَيْته وَتَحْصُل لَهُ فَضِيلَة الْجَمَاعَة بِسَبَبِ عُذْره ؟ فَقِيلَ : لَا . وَيُؤَيِّد هَذَا أَنَّ حُضُور الْجَمَاعَة يَسْقُط بِالْعُذْرِ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، وَدَلِيله مِنْ السُّنَّة حَدِيث عِتْبَانَ بْن مَالِك الْمَذْكُور بَعْد هَذَا . وَأَمَّا تَرْخِيص النَّبِيّ r ثُمَّ رَدُّهُ ، وَقَوْله : فَأَجِبْ ، فَيَحْتَمِل أَنَّهُ بِوَحْيٍ نَزَلَ فِي الْحَال ، وَيَحْتَمِل أَنَّهُ تَغَيَّرَ اِجْتِهَاده r إِذَا قُلْنَا بِالصَّحِيحِ وَقَوْل الْأَكْثَرِينَ إِنَّهُ يَجُوز لَهُ الِاجْتِهَاد ، وَيَحْتَمِل أَنَّهُ رَخَّصَ لَهُ أَوَّلًا وَأَرَادَ أَنَّهُ لَا يَجِب عَلَيْك الْحُضُور إِمَّا لِعُذْرٍ وَإِمَّا لِأَنَّ فَرْض الْكِفَايَة حَاصِل بِحُضُورِ غَيْره ، وَإِمَّا الْأَمْرَيْنِ ، ثُمَّ نَدَبَهُ إِلَى الْأَفْضَل فَقَالَ : الْأَفْضَل لَك وَالْأَعْظَم لِأَجْرِك أَنْ تُجِيب وَتَحْضُر فَأَجِبْ . وَاللَّهُ أَعْلَم "شرح النووي على مسلم - (2 / 454) والموسوعة الفقهية الكويتية - (27 / 165)
[36] - صحيح ابن حبان - (5 / 397)(2048) صحيح
[37] - صحيح مسلم- المكنز - (1685) وسنن أبي داود - المكنز - (465 )
[38] - صحيح ابن حبان - (5 / 396)(2047) صحيح
[39] - سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ (3585 ) حسن لغيره
[40] - صحيح البخارى- المكنز - (1163 )
[41] - صحيح البخارى- المكنز - (7359 ) وصحيح مسلم- المكنز -(1281)- البدر : الطبق
[42] - مسند أبي يعلى الموصلي (2322) صحيح
[43] - صحيح مسلم- المكنز - (1280 )
[44] - صحيح مسلم- المكنز - (687 ) -شن : صبه صبا متقطعا
[45] - صحيح البخارى- المكنز - (415 ) وصحيح مسلم- المكنز - (1259) وصحيح ابن حبان - (4 / 516) (1637)
[46] - صحيح البخارى- المكنز - (407 )
[47] - صحيح البخارى- المكنز - (470 )
[48] - سنن أبي داود - المكنز - (1334) صحيح
[49] - سنن أبي داود - المكنز - (4492 ) حسن
[50] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (2 / 631)(6676) حسن
[51] - صحيح ابن حبان - (4 / 528) (1650) صحيح
[52] - الزُّهْدُ وَالرَّقَائِقُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ (414 ) فيه جهالة
[53] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (7 / 57)(21010) 21323- صحيح
[54] - شرح معاني الآثار - (4 / 297) (6994 ) حسن
[55] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (4 / 110)(11385) 11405- فيه جهالة
[56] - المعجم الكبير للطبراني - (14 / 22) (15666) حسن
[57] - صحيح مسلم- المكنز - (1521 )
[58] - سنن أبي داود - المكنز - (455) وسنن الترمذى- المكنز - (597) صحيح
[59] - صحيح ابن حبان - (4 / 513)(1634)
[60] - سنن أبي داود - المكنز - (461 ) وسنن الترمذى- المكنز - (3166 ) والفتح 9/70 والفتوحات 3/351 حسن
وهناك خلاف حول سماع المطلب بن عبدالله بن المطلب بن حنطب من أنس والراجح أنه سمع منه انظر التهذيب 10/178 و179
القذاة : ما يقع فى العين والشراب من غبار ووسخ
[61] - المستدرك للحاكم (4810) صحيح لغيره
[62] - صحيح مسلم- المكنز - (1025 )
[63] - سنن ابن ماجة- طبع مؤسسة الرسالة - (5 / 136)(4001) فيه ضعف
[64] - صحيح ابن خزيمة (2 / 473) صحيح